الخريطة الجينية (الهابلوغروب) تثبت ان تكتل صرحاء قبيلة حمير تلتقي مع الخط الرئيسي لتكتل الأشراف (هناك تكتلات جينية أخرى للأشراف) في جد مشترك، وهذه معلومة قطعية الثبوت في العلم الجيني، وأن هذين الخطين بعد أن يلتقيا في جد مشترك، سيلتقيان في جد بعده يجمعهم مع أبناء عمهم من الكوهينيم الخط الرئيسي لتكتل أبناء يعقوب عليه السلام (هناك تكتلات جينية أخرى).
ومصطلح الأشراف يُطلق على أبناء علي بن ابي طالب رضي الله عنه، وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نسبه قطعي الثبوت الى إسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام بالكتاب والسنة، ومصطلح الكوهينيم يطلق على أبناء النبي يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام.
في النهاية، الهابلوغروب يقول إن التمييز بين حمير وعدنان وكهلان (أو التمييز بين القحطانية والعدنانية) هو أسطوري أكثر منه وراثي، وأن العرب ككل لهم جذور ساميّة مشتركة، هذه الدراسات مبنية على عينات من مشاريع مثل FamilyTreeDNA ودراسات علمية نشرت في مجلات مثل Nature.
أنظر للدوائر الخمس الحمر التي تشير على المشجرة لكل من موقع صرحاء حمير، وموقع الأشراف، والجد الجامع إسماعيل عليه السلام(L858)، والكوهينيم (ZS 277/ ZS241)، والجد الجامع إبراهيم عليه السلام (YS234).
اما في كتب التاريخ فان النسابة والمؤرخون يروون قولان في نسب قبيلة حمير، فالأول ينسب حمير الى يعرب بن قحطان ويفصلها تماما عن العدنانية من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، والقول الثاني ينسب حمير الى ولد إسماعيل عليه السلام، ثم ينسب إسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام ليعرب بن قحطان، ويجيب في الوقت نفسه عن الأسئلة التي تنشأ نتيجة ذلك بروايات وتفسيرات متماسكة.
روى النسابة مثل .... ومثل ... ان هناك قولان الأول ينسب حمير الى ولد يعرب بن قحطان ويفرق بين القحطانية وبين العدنانية (الإسماعيلية) ويسمي القحطانيون العرب العاربة ويسمي العدنانيون (ذرية إسماعيل) العرب المستعربة التي منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والرسول صلى الله عليه وسلم قطعا بشهاده الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هو من ولد إسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام، هذا القول يعتبر إسماعيل من العرب المستعربة لأنه تعلم العربية من قبيله جرهم ولم يكن يعلمها، ودخل في قبيلة جرهم وتزوج منها، وبهذا ينفي القول أن تكون حمير من نسل إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام.
أما القول الثاني فينسب حمير الى إسماعيل ابن يعرب بن قحطان، وبذلك هو ينسب إسماعيل ومن قبله أبيه إبراهيم عليهما السلام الى يعرب بن قحطان أيضاً، وهذا القول يتوافق مع دلالات الخريطة الجينية، كما يقدم روايات وتفسيرات متماسكة في مقابل التساؤلات التي تنشأ جراء هذا القول.
ومن هذه التساؤلات؛
١- أن الروايات ذكرت أن إسماعيل تعلّم العربية من قبيلة جرهم ولم يكن يتكلمها، وأنه تزوج من قبيلة جرهم القحطانية، فكيف يكون من العرب العاربة؟!.
٢- حادثة نذر عائشة أن تعتق من ولد إسماعيل عليه السلام، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم نفى أن تكون قبيلة س من ذرية إسماعيل عليه وسلم، وهي من أبناء عم حمير، فكيف يصح إسماعيلية قبيلة حمير وأبناء عمهم ليسوا كذلك؟!.
٣- ومن التساؤلات العقلية؛ كيف نشأ القول بأن العرب قسمان، عاربة ومستعربة، إذا كان إبراهيم عليه السلام من نسل يعرب بن قحطان؟!.
وقد أجاب أصحاب القول الثاني على هذه النقاط بالتالي:
١- أن قحطان قحطانان؛ قحطان الأولى، وقحطان الثانية، وأن بقايا قحطان الأولى هي التي كان تُنسب إليها قبيلة جرهم التي تعلم إسماعيل عليه السلام لغتها وتزوج من نسائها، أما قحطان الثانية فهي التي منها يعرب بن قحطان جد إبراهيم عليه السلام.
٢- أما رواية نذر عائشة، فليس فيه دلالة لأن القبيلة س هي ص من القبائل بنفس الاسم، ويقابل هذه الرواية رواية ارموا معشر فلان فإن أباكم إسماعيل كان رامياً.
٣- أما لماذا تم تقسيم العرب عرب عربة ومستعربة، فالرد لأسباب سياسية فرقت القحطاني من العدناني أو ما يسمى التمايز بين القحطانية والقيسية، أضف إلى ذلك الالتزام الاستراتيجي لليهود للتفريق بين القوى العربية على أساس عرقي.
للإجابة على هذا السؤال يجب أن نعرف الإجابة عن التساؤلات التالية:
ما هي المجموعة الفردانية الهابلوغروب (Haplogroups) الرئيسية في الخريطة الجينية البشرية؟
هل قحطان واحدة أم هناك أكثر من قحطان في التاريخ؟
ما هي مشكلة تكتلات الأشراف على الخريطة الجينية؟
من هم الكوهينيم؟، وما هي مشكلة تكتلات الكوهينيم على الخريطة الجينية؟
ما هو نسب حمير؟، وأين تموضعه على الخريطة الجينية بالنسبة للإشراف والكوهينيم؟
ماذا تقول الخريطة الجينية في الجد المشترك الذي يجمع حمير بالأشراف بالكوهينيم؟
ما هو عمر التحورات كما يقرره العلم الجيني، ومن يلتقي مع الأشراف أولاً؟
1)ما هي المجموعات الفردانية (Haplogroups) الرئيسية
في الخريطة الجينية البشرية؟
التحورات الفردانية الهابلوغروب (Haplogroups) هي مجموعات جينية مرتبطة بالكروموسوم Y لدى الذكور، وتستخدم لتتبع الأصول الجغرافية للذكور عبر الأجيال ، كل مجموعة فردانية تمثل سلالة وراثية محددة، وتتشكل نتيجة طفرات جينية تحدث مع مرور الوقت
شرح مفصل:
الكروموسوم Y:
هو أحد الكروموسومات الجنسية الموجودة عند الذكور، ويتم توارثه من الأب إلى الابن دون أي تغيير يذكر.
التحورات الجينية:
هي تغيرات في الحمض النووي تحدث بشكل طبيعي بمرور الوقت، ويمكن استخدامها لتتبع الأصول الوراثية.
المجموعات الفردانية:
هي مجموعات من الأفراد الذين يشتركون في نفس التحورات الجينية على الكروموسوم Y، مما يشير إلى أنهم ينحدرون من نفس السلف الذكوري المشترك.
أهمية التحورات الفردانية:
تتبع الهجرات البشرية: تساعد في تتبع مسارات الهجرة البشرية عبر التاريخ، وتحديد المناطق التي استوطنها أسلاف الذكور.
فهم التنوع الجيني: توفر معلومات حول التنوع الجيني بين المجموعات السكانية المختلفة.
دراسة التاريخ الوراثي: تساعد في دراسة التاريخ الوراثي للأفراد والمجموعات السكانية.
أمثلة على المجموعات الفردانية:
J1 (M267): مجموعة فردانية شائعة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وترتبط غالبًا بالشعوب السامية.
J2 (M172): مجموعة فردانية شائعة في غرب آسيا، وآسيا الوسطى، وجنوب أوروبا، وشمال أفريقيا.
R1a (M420): مجموعة فردانية شائعة في أوراسيا، وتمتد من الدول الاسكندنافية إلى جنوب آسيا.
I1 (M253): مجموعة فردانية شائعة في شمال أوروبا، ومهيمنة في الدول الاسكندنافية.
T (M184): مجموعة فردانية منتشرة جغرافيًا ونادرة نسبيًا، توجد في الشرق الأوسط وجنوب أوروبا والمناطق المحيطة.
Q (M242): مجموعة فردانية توجد في آسيا الوسطى، وأمريكا الشمالية، وبعض المناطق في الشرق الأوسط.
G (M201): مجموعة فردانية توجد في القوقاز، وتركيا، وأجزاء من أوروبا.
باختصار، التحورات الفردانية هي أدوات قوية في علم الوراثة البشرية، تساعد في فهم تاريخنا الوراثي وتنوعنا الجيني وتتبع هجرات أجدادنا عبر العصور.
هناك اختلاف في تحديد هوية "قحطان" في التاريخ، فالبعض يرى أن هناك قحطان الأول وهو يقطان بن عابر المذكور في التوراة، وآخرون يرون أن قحطان هو يعرب بن قحطان، وهو الجد الأكبر للقبائل القحطانية في اليمن.
ويقسم قدماء النسابة أمثال وهب بن منبه ومحمد بن السائب الكلبي والشرقي بن القطامي قحطان إلى أولى وثانية، وفي ذلك قال هشام الكلبي:«عن أبي والشرقي بن القطامي إن قحطان بن عابر قوم انقرضوا، وهم قحطان الأولي. أما قحطان الثانية فهم قحطان بن الهميسع بن تيمن بن نابت بن إسماعيل».
توضيح:
يرى البعض أن هذا هو قحطان المذكور في التوراة، وهو جد العرب العاربة (أي القديمة)، ومن بقاياهم قبيلة جرهم التي تزوج منها إسماعيل عليه السلام.
قحطان بن يعرب الثاني:
يرى البعض الآخر أن قحطان هو يعرب بن قحطان، وهو الجد الأكبر للقبائل القحطانية في اليمن، ويعتبر هذا القحطان هو المقصود عند الحديث عن نسب القبائل القحطانية في اليمن، ولا يصحّ عند النسّابين ما جاوز قحطان من أنساب القبائل اليمنية، ويُقال لهم العرب العاربة، وفي ذلك قال عبد الله بن عباس: «الْعَرَب العاربة: قحطان بن الهميسع، والامداد، والسالفات، وحضرموت»
الاختلاف في النسب:
اختلف النسابون في نسب قحطان، فمنهم من ينسبه إلى سام بن نوح، (قَالَ هِشَام وَمن زعم أَن قحطان لَيْسَ من ولد إِسْمَاعِيل فَإِنَّهُ يَقُول قحطان هُوَ يقطون بن عَابِر بن شالخ بن أرفخشذ بن سَام بن نوح).
ومنهم من ينسبه إلى إسماعيل عليه السلام، (ويشْهد لقَوْل من جعل قحطان وَسَائِر الْعَرَب من ولد إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ السَّلَام قولُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لقوم من أسلم وَالْأَنْصَار ارموا بن إِسْمَاعِيل فَإِن أَبَاكُم كَانَ رامياً وَقَول الْمُنْذر بن حرَام جدّ حسان بن ثَابت حَيْثُ يَقُول:
(ورَثنا من البُهلول عَمرو بن عَامر ... وحَارثةَ الغِطريف مجداً مؤثَّلا)
(مآثَر من نَبْت بن نَبْتِ بن مَالك ... ونَبْتِ بن إِسْمَاعِيل مَا إِن تَحولا). الانباه، ابن عبدالبر
ومنهم من يجعله من نسل النبي هود عليه السلام، (قَالَ وهب وَلَيْسَ هُود بأب لليمن لِأَن الْيمن من ولد قحطان بن عَابِر بن شالخ بن أرفخشذ بن سَام بن نوح، وَإِنَّمَا ادَّعَت الْيمن هودا أَبَا حِين وَقعت العصبية بَين الْيمن وَمُضر ففخرت مُضر بابيها إِسْمَاعِيل فادعت الْيمن عِنْد ذَلِك هوداً). الانباه، ابن عبدالبر.
قحطان كشخصية:
يرى البعض أن قحطان ليس شخصية واحدة، بل هو اسم يطلق على جدود القبائل العربية القديمة.
قحطان كقبيلة:
في العصر الحديث، يشير مصطلح "قحطان" إلى قبيلة عربية كبيرة تنتشر في مناطق واسعة من شبه الجزيرة العربية، خاصة في اليمن والسعودية، ينتشر بين أفراد قبائل قحطان مورثة J-M267 السائدة في اليمن وجميع قبائل قحطان اجتمعت في التحور by9 مذحج.
باختصار:
الخلاف في تحديد هوية قحطان يعود إلى اختلاف في تفسير النصوص التاريخية والنسب، وهل هو شخص واحد أم اسم يطلق على مجموعة من الأجداد، وهل هو قحطان الأول أم قحطان بن يعرب.
أنساب الأشراف، وبالأخص المنتسبين إلى علي بن أبي طالب، تُرتبط تقليديًا بالسلالة J1 (وخاصة التحورات الفرعية مثل L859 وFGC8712)، لأنها السلالة المهيمنة في شبه الجزيرة العربية وقريش. ومع ذلك، ظهرت تقارير ونقاشات تشير إلى تحورات أخرى مثل J2، G، R، E، وغيرها في عينات لبعض الأفراد المنتسبين إلى الأشراف، خاصة في مناطق جغرافية متفرقة نتيجة الهجرات والتزاوج التاريخي.
إشكالية الخريطة الجينية (الهابلوغروب) للأشراف المنسوبين إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كما تظهر في النقاشات على منصات مثل تويتر (أو X حاليًا)، تتعلق بالتنوع في التحورات الجينية (Haplogroups) التي تُظهرها نتائج الفحوصات الجينية للأفراد الذين يدّعون النسب إلى آل البيت، وبالأخص ذرية الإمام علي بن أبي طالب. هذه الإشكالية تثير تساؤلات حول مدى دقة الانتساب التقليدي مقارنة بالبيانات الجينية الحديثة، وكيفية تأثير ذلك على تفسير مشجرات الأنساب. لنحلل الموضوع بشكل منهجي:
أولاً: التحورات الجينية التي ظهرت عليها أنساب الأشراف:
1) J1 (والتحورات الفرعية):
الوصف: السلالة J1-M267 هي السلالة الأساسية المرتبطة بقريش وبني هاشم، وتُعتبر العمود الفقري للتحورات الجينية للأشراف.
التحورات الفرعية الرئيسية:
J1-L859: تحور شائع بين الأشراف، خاصة الحسنيين والحسينيين، ويُرتبط بعائلات قرشية مثل القتادات والرسيين.
J1-FGC8712: تحور أعلى في الشجرة الجينية، يشمل فروعًا قرشية متعددة، ويظهر في عينات من الأشراف في اليمن والسعودية.
J1-FGC10500: تحور خاص ببعض الحسنيين (ذرية الحسن بن علي)، غالبًا مصحوب بعلامة DYS513=12.
J1-Z644: تحور فرعي ظهر في عينات من مناطق مثل اليمن، ويُرتبط ببعض الأشراف.
J1-FGC7944: تحور نادر يظهر في بعض العينات القرشية، بما في ذلك بعض الأشراف.
الانتشار: هذه التحورات هي الأكثر شيوعًا وتُعتبر المعيار الجيني للأشراف، خاصة في شبه الجزيرة العربية والمناطق المجاورة.
2) J2:
الوصف: السلالة J2-M172 شائعة في الشرق الأوسط، بلاد الشام، العراق، وجنوب أوروبا، ولكنها أقل شيوعًا من J1 في شبه الجزيرة العربية. ظهورها بين الأشراف نادر ومثير للجدل.
الأمثلة:
هناك تقارير متفرقة على منصات مثل X تشير إلى أن بعض الأفراد المنتسبين إلى الأشراف (خاصة في العراق، إيران، أو بلاد الشام) أظهروا تحور J2، مثل J2-M67 أو J2-M92.
على سبيل المثال، بعض العائلات المنتسبة إلى آل البيت في العراق قد تُظهر J2 نتيجة التزاوج التاريخي مع سكان المنطقة.
التفسير:
التزاوج المحلي: الأشراف الذين هاجروا إلى مناطق مثل العراق أو بلاد الشام قد تزاوجوا مع مجموعات محلية تحمل J2.
الانتساب غير الجيني: بعض العائلات قد تكون انتسبت إلى الأشراف بناءً على تقاليد دينية أو اجتماعية دون صلة جينية مباشرة.
نقص التوثيق: ظهور J2 غالبًا ما يكون غير موثق على نطاق واسع، ويتطلب اختبارات Y-DNA متعمقة للتأكد منه.
3) G:
الوصف: السلالة G-M201 نادرة في شبه الجزيرة العربية، ولكنها موجودة في مناطق مثل القوقاز، إيران، وأجزاء من الشرق الأوسط. ارتباطها بالأشراف استثنائي جدًا.
الأمثلة:
هناك إشارات نادرة في النقاشات الجينية إلى ظهور تحور G (مثل G2a أو G2b) في عينات من أفراد يدّعون النسب إلى الأشراف في مناطق مثل إيران أو شمال إفريقيا.
على سبيل المثال، عائلات في المغرب أو تونس قد تُظهر تحور G بسبب التفاعل مع السكان المحليين.
التفسير:
الهجرات والتزاوج: الأشراف الذين هاجروا إلى مناطق تحمل تحور G (مثل إيران أو شمال إفريقيا) قد يكونون قد اختلطوا جينيًا مع هذه المجموعات.
أخطاء الانتساب: قد تكون بعض الادعاءات بالنسب إلى الأشراف غير دقيقة، خاصة إذا كانت مبنية على تقاليد شفهية.
الندرة: تحور G ليس نمطيًا للأشراف، وظهوره يُعتبر شاذًا ويتطلب توثيقًا إضافيًا.
4) R (R1a وR1b):
الوصف: السلالة R شائعة في أوروبا، آسيا الوسطى، وبعض أجزاء الشرق الأوسط، لكنها نادرة في شبه الجزيرة العربية.
الأمثلة:
R1b: ظهر في عينات نادرة من أفراد يدّعون النسب إلى الأشراف في شمال إفريقيا (مثل المغرب أو تونس)، خاصة بين عائلات مثل الأدارسة.
R1a: أقل شيوعًا، لكنه قد يظهر في عينات من إيران أو آسيا الوسطى، حيث انتشر الأشراف تاريخيًا.
التفسير:
التزاوج مع السكان المحليين: في مناطق مثل شمال إفريقيا، قد يكون الأشراف قد تزاوجوا مع مجموعات تحمل R1b.
الانتساب الثقافي: بعض العائلات قد تكون انتسبت إلى الأشراف دون صلة جينية مباشرة.
الندرة: R ليست سلالة نمطية للأشراف، وظهورها يُعتبر استثناءً.
5) E (E1b1b وغيرها):
الوصف:
السلالة E1b1b شائعة في شمال إفريقيا والقرن الإفريقي، وأقل شيوعًا في شبه الجزيرة العربية.
الأمثلة:
تحور E1b1b ظهر في عينات نادرة من أفراد يدّعون النسب إلى الأشراف في شمال إفريقيا (مثل المغرب، تونس، أو مصر).
على سبيل المثال، بعض العائلات المنتسبة إلى إدريس بن عبد الله بن الحسن بن علي أظهرت هذا التحور.
التفسير:
التزاوج المحلي: الهجرات إلى شمال إفريقيا أدت إلى اختلاط جيني مع السكان المحليين الذين يحملون E1b1b.
أخطاء الانتساب: بعض الادعاءات بالنسب قد تكون غير دقيقة.
الندرة: E ليست سلالة نمطية للأشراف، وظهورها محدود جدًا.
6)تحورات أخرى (نادرة جدًا):
هناك إشارات متفرقة إلى تحورات أخرى مثل T، Q، أو H في عينات فردية لأفراد يدّعون النسب إلى الأشراف، لكن هذه الحالات نادرة للغاية وغير موثقة على نطاق واسع.
T: قد يظهر في عينات من مناطق مثل العراق أو إيران، ولكنه غير شائع ويُعزى عادةً إلى التزاوج.
Q: نادر جدًا، وقد يظهر في مناطق آسيا الوسطى.
H: تحور نادر جدًا، ويُرتبط أحيانًا بمناطق جنوب آسيا أو شمال إفريقيا.
التفسير:
هذه التحورات غالبًا ما تُعزى إلى التزاوج التاريخي، التبني، أو أخطاء الانتساب، ولا تُعتبر ممثلة للسلالات الأساسية للأشراف.
ملاحظات هامة:
السلالة المهيمنة هي التحورات ضمن J1 (مثل L859، FGC8712، FGC10500) هي الأكثر شيوعًا والأكثر ارتباطًا بالأشراف، خاصة المنتسبين إلى علي بن أبي طالب. التحورات الأخرى مثل J2، G، R، وE هي استثناءات نادرة.
أسباب التنوع:
التزاوج التاريخي: انتشار الأشراف في مناطق جغرافية متنوعة (مثل شمال إفريقيا، إيران، العراق) أدى إلى اختلاط جيني مع السكان المحليين.
الانتساب الثقافي: بعض العائلات انتسبت إلى الأشراف بناءً على تقاليد دينية أو اجتماعية دون صلة جينية مباشرة.
أخطاء التوثيق: الأنساب التقليدية قد تحتوي على أخطاء، خاصة في المناطق البعيدة عن شبه الجزيرة العربية.
قيود الفحوصات الجينية: الفحوصات السطحية (مثل 23andMe) قد لا تكشف التحورات الفرعية بدقة، بينما اختبارات Y-DNA المتعمقة (مثل Big Y) توفر صورة أوضح.
الجدل: ظهور تحورات غير J1 (مثل J2، G، R، E) يثير جدلاً في الأوساط الاجتماعية والدينية، لأن الأنساب لها أهمية كبيرة في الثقافة الإسلامية.
الخلاصة:
التحورات التي ظهرت عليها أنساب الأشراف تشمل:
الرئيسية: J1 (L859، FGC8712، FGC10500، Z644، FGC7944).
النادرة: J2 (مثل M67، M92)، G (مثل G2a، G2b)، R (R1b، R1a)، E (E1b1b)، وتحورات أخرى نادرة جدًا مثل T، Q، وH.
الانتشار: J1 هي السلالة المهيمنة، بينما التحورات الأخرى تظهر بشكل نادر في مناطق متفرقة (مثل شمال إفريقيا، العراق، إيران) وتُعزى عادةً إلى التزاوج أو الانتساب غير الجيني.
ثانياً: ما هي الإشكالية؟
الإشكالية تنبع من وجود تنوع في التحورات الجينية (Haplogroups) بين الأفراد الذين ينتسبون إلى الإمام علي بن أبي طالب، حيث تُظهر الفحوصات الجينية أن هناك عدة تحورات (مثل J1 وغيرها) بدلاً من تحور واحد متوقع. هذا التنوع يثير تساؤلات حول:
تعدد التحورات: كيف يمكن أن يكون هناك عدة تحورات جينية لأفراد يُفترض أنهم ينحدرون من نسب واحد مشترك (الإمام علي)؟
الدقة التاريخية للأنساب: هل هذا التنوع يعكس اختلاطًا في الأنساب أو أخطاء في التسجيل التاريخي، أم أن هناك تفسيرات علمية أخرى؟
التأثير الاجتماعي والثقافي: الأنساب لها أهمية كبيرة في المجتمعات العربية والإسلامية، والتشكيك فيها بناءً على الاختبارات الجينية قد يثير جدلاً دينيًا واجتماعيًا.
على سبيل المثال؛ تشير بعض المصادر إلى أن الأشراف المنتسبين إلى قريش أو بني هاشم، بما في ذلك ذرية علي بن أبي طالب، غالبًا ما تتركز نتائجهم الجينية في السلالة J1، ولكن هناك تحورات فرعية مختلفة (مثل Z644، L859، FGC8712، وغيرها) تظهر بين هؤلاء الأفراد. هذا التنوع قد يُفسر بطرق مختلفة، لكن المشكلة تكمن في محاولة ربط هذه التحورات بمشجرات الأنساب التقليدية.
ثالثاً: شرح التحورات الجينية (الهابلوغروب):
الهابلوغروب (Haplogroup): هو تصنيف جيني يعتمد على تحورات في الحمض النووي للكروموسوم Y (Y-DNA) للذكور أو الحمض النووي الميتوكوندريا (mtDNA) لكلا الجنسين، ويُستخدم لتتبع السلالات البشرية عبر التاريخ. بالنسبة للأشراف، يُركز البحث عادةً على Y-DNA لأنه ينتقل من الأب إلى الابن، مما يجعله أداة مفيدة لتتبع الأنساب الذكورية.
وتحوراتها الفرعية: السلالة J1 هي واحدة من أكثر السلالات شيوعًا في شبه الجزيرة العربية، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالقبائل العربية، بما في ذلك قريش وبني هاشم. التحورات الفرعية مثل L859 أو FGC8712 تُعتبر أكثر تحديدًا لبعض العائلات المنتسبة إلى الأشراف. على سبيل المثال:
L859: يُشار إليه كتحور مشترك بين بعض الأشراف المنتسبين إلى قريش، مثل القتادات والرسيين.
FGC8712: تحور أعلى في الشجرة الجينية يشمل العديد من الفروع القرشية.
تحورات أخرى مثل Z644 وFGC7944 تظهر في عينات من مناطق مختلفة، مثل اليمن والسعودية.
رابعاُ: لماذا يوجد تنوع في التحورات؟
هناك عدة أسباب محتملة لظهور ثلاث أو أربع تحورات جينية بين الأشراف المنتسبين إلى علي بن أبي طالب:
الزمن الطويل والتفرع الجيني: علي بن أبي طالب عاش في القرن السابع الميلادي، أي منذ حوالي 1400 سنة. خلال هذه الفترة، تحدث تحورات جينية طبيعية في الحمض النووي بسبب الانقسامات الخلوية، مما يؤدي إلى ظهور تحورات فرعية مختلفة ضمن السلالة J1.
اختلاط الأنساب: على مر القرون، قد يكون هناك اختلاط في الأنساب بسبب الزواج المختلط أو تبني أفراد في العائلات أو أخطاء في تسجيل الأنساب. على سبيل المثال، قد يدّعي البعض النسب إلى علي بن أبي طالب بناءً على تقاليد شفهية دون وجود دليل جيني مباشر.
النطاق الجغرافي الواسع: الأشراف انتشروا في مناطق مختلفة (مثل اليمن، العراق، مصر، المغرب، إلخ)، مما قد يؤدي إلى تنوع جيني بسبب التزاوج مع مجموعات محلية تحمل تحورات مختلفة.
قيود الفحص الجيني: الفحوصات الجينية الحالية قد لا تغطي جميع التحورات الممكنة، أو قد تكون هناك تحورات فرعية لم يتم اكتشافها بعد، مما يعطي انطباعًا بوجود تنوع أكبر مما هو عليه فعليًا.
خامساً: تأثير ذلك على تفسير مشجرات الأنساب:
مشجرات الأنساب التقليدية تُبنى على السجلات التاريخية والروايات الشفهية، بينما الفحوصات الجينية تعتمد على البيانات العلمية. التناقض بين الاثنين قد يؤثر على تفسير الأنساب كما يلي:
التشكيك في الأنساب التقليدية: إذا أظهرت الفحوصات الجينية أن فردًا يحمل تحورًا لا يتطابق مع التحورات المعروفة للأشراف (مثل L859 أو FGC8712)، قد يُطعن في نسبه، مما يثير جدلاً اجتماعيًا أو دينيًا.
إعادة تقييم المشجرات: التحورات الجينية قد تُستخدم لتصحيح أو تدقيق المشجرات التقليدية. على سبيل المثال، إذا كانت مجموعة من الأشراف تشترك في تحور معين (مثل FGC10500 للحسنيين)، يمكن استخدامه لتأكيد العلاقة بين الفروع المختلفة.
صعوبات التطابق بين الجينات والتاريخ: المشجرات التقليدية قد تحتوي على فروع غير دقيقة بسبب الأخطاء التاريخية أو التقاليد الشفهية، بينما الفحوصات الجينية قد لا توفر صورة كاملة بسبب محدودية العينات أو التحورات المكتشفة.
التنوع الجيني كدليل على التاريخ: التنوع في التحورات قد يعكس التوسع التاريخي للأشراف وانتشارهم، مما يساعد في رسم خريطة دقيقة لتحركاتهم الجغرافية وتفاعلاتهم مع المجتمعات الأخرى.
سادساً: كيف يمكن التعامل مع هذه الإشكالية؟
دمج العلم والتاريخ: يمكن استخدام الفحوصات الجينية كأداة مكملة للسجلات التاريخية بدلاً من الاعتماد عليها بشكل حصري. على سبيل المثال، يمكن مقارنة التحورات الجينية مع المشجرات التقليدية لتأكيد الصلات أو تصحيح الأخطاء.
توسيع نطاق الفحوصات: زيادة عدد العينات الجينية من الأشراف في مناطق مختلفة (مثل اليمن، العراق، المغرب) قد يساعد في تحديد التحورات الفرعية بدقة أكبر.
التوعية الاجتماعية: نشر الوعي حول حدود الفحوصات الجينية وقدرتها على تفسير الأنساب قد يقلل من الجدل الناتج عن النتائج غير المتوقعة.
الرجوع إلى المصادر التاريخية: كتب مثل "أنساب الأشراف" للبلاذري أو "الشجرة المباركة في أنساب الطالبية" يمكن أن تُستخدم كمرجع لتدقيق الروايات التاريخية ومقارنتها مع البيانات الجينية.
أمثلة من المصادر:
تشير مصادر مثل مشروع قريش وبني هاشم الجيني إلى أن عينات من الأشراف الحسنيين (من ذرية الحسن بن علي) تظهر تحورات مثل FGC10500 وDYS513=12، مما يؤكد وجود تحورات فرعية خاصة بفروع معينة.
تحورات مثل L859 وFGC8712 تظهر في نتائج عائلات قرشية مختلفة، مما يشير إلى تنوع جيني ضمن السلالةJ1 .
النقاشات على المنصات تشير إلى أن الأشراف في مناطق مثل اليمن والسعودية يحملون تحورات مختلفة، مما يعكس التفرع الجيني على مر القرون.
الخلاصة:
إشكالية التنوع في التحورات الجينية للأشراف المنسوبين إلى علي بن أبي طالب تنبع من التفرع الجيني الطبيعي، الاختلاط التاريخي، والتحديات في ربط البيانات الجينية بالمشجرات التقليدية. هذا التنوع لا ينفي بالضرورة صحة الأنساب، بل قد يعكس التعقيد التاريخي والجغرافي لانتشار ذرية آل البيت. لتفسير المشجرات بشكل أدق، يجب دمج الفحوصات الجينية مع السجلات التاريخية، مع الأخذ في الاعتبار حدود كل منهما. إذا كنت ترغب في مناقشة تحور معين أو عائلة محددة، يمكنني التعمق أكثر بناءً على المعلومات المتاحة.
من هم الكوهينيم؟
نسب الكوهينيم (الكهنة) اليهود هو موضوع يجمع بين الروايات الدينية في التوراة والتقاليد اليهودية، إلى جانب الأنساب التاريخية التي وردت في المصادر اليهودية والإسلامية. سأقدم إجابة شاملة ومنهجية حول نسب الكوهينيم تاريخيًا ودينيًا، مع الإشارة إلى المصادر التوراتية والتاريخية.
1- نسب الكوهينيم في التوراة والتقاليد اليهودية:
التعريف بالكوهينيم:
في اليهودية، الكوهين (مفرد: كوهين، جمع: كوهانيم) هم الكهنة الذين ينتمون إلى قبيلة لاوي (سبط لاوي)، وتحديدًا إلى نسل هارون بن عمران، شقيق موسى عليهما السلام. الكوهينيم هم المسؤولون عن الخدمة في الهيكل (بيت المقدس) وأداء الطقوس الدينية وفقًا للشريعة اليهودية.
النسب في التوراة:
- وفقًا لسفر الخروج (28:1-4) وسفر اللاويين (8:1-36) في التوراة، اختار الله هارون وأبناءه ليكونوا كهنة لبني إسرائيل، ويُذكر أن نسب هارون هو هارون بن عمران بن قهات بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
- النص التوراتي يحدد أن الكهنوت مقتصر على نسل هارون مباشرة، بينما بقية أبناء لاوي (اللاويون) كانوا مساعدين للكهنة في خدمة الهيكل.
- في سفر الأخبار الأول (6:1-15)، يُسرد نسب هارون وأبنائه بشكل مفصل، مؤكدًا أن الكوهانيم هم من نسل هارون، ويُذكر أبناؤه الرئيسيون: ناداب، أبيهو، ألعازار، وإيثامار. بعد موت ناداب وأبيهو (سفر اللاويين 10:1-2)، استمر الكهنوت في نسل ألعازار وإيثامار.
التقاليد اليهودية:
التقاليد اليهودية، مثل التلمود (البابلي والأورشليمي)، تؤكد أن الكوهينيم يحملون نسبًا مباشرًا إلى هارون، ويُعتبرون طبقة مميزة في المجتمع اليهودي. يتم تمرير لقب "كوهين" عبر الخط الذكوري من الأب إلى الابن.
2- نسب الكوهينيم في الكتب التاريخية والإسلامية:
المصادر التاريخية اليهودية:
كتب مثل سفر يوسيفوس (للمؤرخ اليهودي يوسيفوس فلافيوس، القرن الأول الميلادي) تؤكد أن الكوهينيم هم نسل هارون، وكانوا يحتفظون بسجلات نسب دقيقة للحفاظ على نقاء الكهنوت. هذه السجلات كانت تُستخدم لتأكيد أهلية الكوهين للخدمة في الهيكل.
بعد تدمير الهيكل الثاني (70 م)، استمر الكوهانيم في الحفاظ على هويتهم النسبية، رغم تشتت اليهود، من خلال التقاليد الشفوية والمكتوبة.
المصادر الإسلامية:
في القرآن الكريم، يُشار إلى هارون عليه السلام كشقيق موسى ونبي من بني إسرائيل (مثل سورة الأعراف 7:142، وسورة مريم 19:53). لكن القرآن لا يتناول تفاصيل نسب الكهنة اليهود بشكل مباشر.
في كتب التاريخ الإسلامي، مثل تاريخ الطبري والبداية والنهاية لابن كثير، يُذكر أن هارون هو أبو الكهنة في بني إسرائيل، وأن نسله كانوا يتولون الخدمة الدينية. هذه المصادر تتفق مع الرواية التوراتية بأن الكوهينيم من نسل هارون بن عمران.
بعض المصادر الإسلامية تُشير إلى أن بني إسرائيل، بما فيهم الكوهينيم، ينحدرون من يعقوب (إسرائيل) بن إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام، مما يجعلهم أقرباء العرب العدنانيين (من نسل إسماعيل) عبر إبراهيم.
3- إلى من ينسبون تاريخيًا ودينيًا؟
دينيًا (حسب التوراة والتقاليد اليهودية):
الكوهينيم ينسبون مباشرة إلى هارون بن عمران، شقيق موسى، من سبط لاوي.
النسب الكامل: هارون بن عمران بن قهات بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
الكوهينيم يُعتبرون النخبة الدينية لبني إسرائيل، ولهم دور خاص في الطقوس الدينية، مثل تقديم القرابين في الهيكل وإعطاء البركة الكهنوتية (سفر العدد 6:22-27).
تاريخيًا:
التاريخ اليهودي يؤكد أن الكوهينيم حافظوا على نسبهم عبر السجلات، خاصة قبل تدمير الهيكل الثاني. بعد التشتت، اعتمدوا على التقاليد الشفوية والألقاب العائلية (مثل "كوهين" أو "كاتس" في بعض المجتمعات).
هناك إجماع بين المؤرخين اليهود والإسلاميين على أن الكوهانيم هم من نسل هارون، لكن دقة النسب في العصور اللاحقة أصبحت محل نقاش بسبب التشتت وفقدان السجلات.
4- السياق الجيني لنسب الكوهينيم:
من الجدير بالذكر أن الدراسات الجينية الحديثة (مثل تلك التي أُجريت على Y-DNA) تُظهر أن العديد من الأفراد الذين يحملون لقب "كوهين" ينتمون إلى السلالة J1-M267، وبالأخص التحور الفرعي J1-Z18271 (المعروف باسم "Cohanim Modal Haplotype" أو CMH). وهذا التحور يُعتقد أنه مرتبط بنسل هارون، ويظهر بكثرة بين الكوهانيم الأشكناز والسفارديم.
ملاحظة: السلالة J1 هي نفس السلالة التي تظهر بين العرب العدنانيين (مثل الأشراف المنتسبين إلى علي بن أبي طالب)، مما يعكس أصلًا جغرافيًا مشتركًا في الشرق الأوسط، لكنه لا يعني نسبًا مباشرًا بين الكوهانيم والعدنانيين.
الهابلوغروب Z18271 هو فرع فرعي من الهابلوغروب J1، بينما ZS241 و ZS227 هما أيضًا فروع فرعية من J1، ولكنها مستقلة عن Z18271. بمعنى آخر، Z18271 و ZS241 و ZS227 تنحدر جميعها من نفس السلف (J1)، ولكنها تطورت بشكل منفصل عن بعضها البعض.
لتوضيح العلاقة بشكل أكبر:
J1: هي المجموعة الأم (الهاپلوغروب الأب).
Z18271: هي سلالة فرعية من J1، تتشكل من خلال طفرات معينة.
ZS241 و ZS227: هما أيضًا سلالات فرعية من J1، ولكنها مستقلة عن Z18271، أي أنها تطورت من خلال طفرات مختلفة.
ببساطة، يمكن تصور العلاقة كشجرة عائلة: J1 هي الجد، و Z18271 و ZS241 و ZS227 هي أحفاد مباشرون للجد، ولكن كل منهم ينحدر من فرع مختلف من الجد.
5- مقارنة مع الأشراف (للتوضيح في سياق النقاش السابق):
الكوهانيم: ينسبون إلى هارون بن عمران من سبط لاوي، من نسل يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
الأشراف: ينسبون إلى علي بن أبي طالب من بني هاشم، من نسل عدنان بن إسماعيل بن إبراهيم.
العلاقة: كلا المجموعتين (الكوهانيم والأشراف) يشتركان في إبراهيم كجد مشترك بعيد، لكن الكوهانيم ينحدرون من إسحاق عبر يعقوب، بينما الأشراف ينحدرون من إسماعيل عبر عدنان. هذا يجعلهم أقرباء بعيدين تاريخيًا ودينيًا، لكن نسبهم منفصل تمامًا.
6- الخلاصة:
النسب الديني: وفقًا للتوراة والتقاليد اليهودية، الكوهانيم ينسبون إلى هارون بن عمران من سبط لاوي، ونسبهم الكامل هو: هارون بن عمران بن قهات بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
النسب التاريخي: المصادر اليهودية (مثل يوسيفوس والتلمود) والإسلامية (مثل الطبري وابن كثير) تتفق على أن الكوهانيم هم من نسل هارون، مع احتفاظهم بنسبهم عبر السجلات والتقاليد.
السياق الجيني: الكوهانيم غالبًا يحملون التحور J1-Z18271، مما يدعم نسبهم المشترك، لكن هذا لا يربطهم مباشرة بالعرب العدنانيين، بل يعكس أصلًا جغرافيًا مشتركًا في الشرق الأوسط.
ما هي مشكلة تكتلات الكوهينيم على الخريطة الجينية؟
إشكالية الخريطة الجينية (الهابلوغرام) للكوهينيم اليهود المنسوبين إلى يعقوب بن إسحاق تتعلق بدراسات علم الأنساب الجيني التي تحاول تتبع أصول الكوهينيم، وهم الطبقة الكهنوتية في اليهودية التي تُنسب تقليديًا إلى هارون شقيق موسى عليه السلام، من نسل لاوي بن يعقوب. هذه الدراسات تركز على تحليل الحمض النووي الذكوري (Y-DNA) لتحديد التحورات الجينية (SNPs) التي قد تربط الكوهينيم بأصل مشترك. النقاشات على منصات مثل تويتر (X) غالبًا ما تسلط الضوء على التعقيدات والجدل حول هذه التحورات وتفسيرها في سياق الأنساب. سأشرح الإشكالية، التحورات المرتبطة، وتأثيرها على مشجرات الأنساب.
الإشكالية الأساسية:
الكوهينيم، بحسب التقاليد اليهودية، هم ذرية هارون بن عمران من سبط لاوي، وبالتالي من نسل يعقوب بن إسحاق. في التسعينيات، بدأت دراسات جينية تهدف إلى التحقق من هذا الادعاء باستخدام تحليل الحمض النووي الذكوري (Y-DNA)، الذي يُورث من الأب إلى الابن دون تغيير كبير، مما يجعله أداة فعالة لتتبع الأنساب الذكورية. أبرز ما ظهر هو ما يُعرف بـ"علامة الكوهينيم المشتركة" (Cohen Modal Haplotype - CMH)، وهي مجموعة من العلامات الجينية (STRs) على الكروموسوم Y التي وُجدت بتكرار عالٍ بين الرجال الذين يعرفون أنفسهم ككوهينيم، سواء من اليهود الأشكناز أو السفارديم.
ومع ذلك، ظهرت إشكاليات عندما أظهرت الدراسات أن الكوهينيم لا ينتمون إلى تحور جيني واحد (هابلوغرام)، بل إلى عدة تحورات رئيسية، مما أثار تساؤلات حول:
وحدة الأصل المشترك: هل الكوهينيم فعلاً ينحدرون من هارون أو من لاوي، أم أن هناك اختلاطات جينية نتيجة تحوّلات دينية أو زواج مختلط عبر التاريخ؟
تعدد التحورات: وجود الكوهينيم على تحورات مختلفة (مثل J1 وJ2 وغيرها) يعقد تفسير الأصل المشترك.
دقة التفسيرات التاريخية: كيف يمكن ربط هذه التحورات بمشجرات الأنساب التقليدية في ظل غياب سجلات مكتوبة دقيقة؟
التأثيرات الاجتماعية والدينية: بعض النقاشات تشير إلى أن التحورات قد تكون نتيجة تبني أفراد غير لاويين للهوية الكهنوتية بسبب عوامل اجتماعية أو دينية.
التحورات الجينية المرتبطة بالكوهينيم:
الدراسات الجينية ركزت على الهابلوغروبات (مجموعات التحورات الجينية) التي ظهرت بين الكوهينيم. الهابلوغرامات الأساسية التي ارتبطت بهم هي:
1-الهابلوغروب J1 (J-M267) :
هذا هو التحور الأكثر شهرة المرتبط بـ"علامة الكوهين المشتركة" (CMH). دراسة أجريت عام 1997 بواسطة Skorecki وآخرون وجدت أن نسبة كبيرة من الكوهينيم (خاصة الأشكناز والسفارديم) يحملون علامات STRs محددة ضمن الهابلوغرام J1، مما يشير إلى أصل مشترك يعود إلى حوالي 3000-4000 سنة، وهو زمن تقريبي لهاجين هارون.
التحور الفرعي الأكثر تحديدًا هو J1-P58 (أو J1e)، وهو شائع في الشرق الأوسط ويظهر بتكرار عالٍ بين الكوهينيم.
الإشكالية: J1-P58 ليس حصريًا للكوهينيم، بل يوجد أيضًا بين العرب والساميين الآخرين، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان هذا التحور يعكس أصلًا كهنوتيًا أم مجرد انتشار جيني إقليمي.
2- الهابلوغروب J2 (J-M172) :
وجدت دراسات لاحقة أن بعض الكوهينيم ينتمون إلى الهابلوغروب J2، وهو تحور شائع آخر في الشرق الأوسط والبحر المتوسط. تحديدًا، التحور الفرعي J2a ظهر بين بعض الكوهينيم.
الإشكالية وجود J2 بين الكوهينيم يشير إلى احتمال وجود أصول متعددة أو اختلاط جيني، حيث أن J2 يختلف عن J1 وله توزيع جغرافي مختلف، هذا قد يعني أن بعض الكوهينيم قد يكونون من أصول لاوية أخرى أو حتى من تحوّلات دينية لاحقة.
3- الهابلوغروب الأخرى (مثل R1b، E، وG):
وجدت دراسات أن نسبة صغيرة من الكوهينيم ينتمون إلى تحورات أخرى مثل R1b (شائع في أوروبا)، E (شائع في إفريقيا والشرق الأوسط)، وG. هذه التحورات أقل شيوعًا وتثير جدلاً كبيرًا لأنها لا تتماشى مع الأصل الشرق أوسطي المتوقع.
الإشكالية: هذه التحورات قد تشير إلى اختلاط جيني نتيجة زواج مختلط أو تبني هوية الكوهينيم من قبل أفراد ليسوا من نسل لاوي، خاصة في الشتات اليهودي.
تأثير التحورات على تفسير مشجرات أنساب الكوهينيم:
وجود عدة تحورات جينية بين الكوهينيم يؤثر على تفسير مشجرات الأنساب بطرق متعددة:
1- تحدي فكرة الأصل المشترك:
- إذا كان الكوهينيم ينحدرون من هارون أو لاوي، فمن المتوقع أن يشتركوا في تحور جيني واحد (مثل J1-P58). وجود تحورات متعددة (J1، J2، R1b، إلخ) يشير إلى أن الكوهينيم قد لا يكونون جميعًا من نسل مباشر لهذه الشخصيات، أو أن هناك اختلاطات جينية حدثت عبر التاريخ نتيجة زواج مختلط أو تحوّلات دينية.
2- التعقيدات في بناء المشجرات:
- مشجرات الأنساب الجينية تعتمد على تحديد التحورات الفرعية (SNPs) وتتبعها عبر الأجيال. تعدد التحورات يجعل من الصعب إنشاء شجرة نسب موحدة، حيث يمكن أن تكون هناك فروع متعددة لا تتصل بسهولة. على سبيل المثال، إذا كان بعض الكوهينيم على J1 وآخرون على J2، فإن هذا يتطلب تفسيرات إضافية لربط هذه الفروع بأصل مشترك.
3- التأثيرات التاريخية والاجتماعية:
- التاريخ اليهودي يتضمن فترات طويلة من الشتات، الهجرات، والتفاعل مع شعوب أخرى. هذا قد أدى إلى إدخال تحورات جديدة إلى المجتمع الكوهيني، سواء عبر زواج مختلط أو تبني أفراد لهوية الكوهينيم. على سبيل المثال، في أوروبا، قد يكون بعض الأفراد قد تبنوا الهوية الكهنوتية لأسباب اجتماعية أو دينية، مما أدى إلى ظهور تحورات مثل R1b.
4- التحديات في الربط مع التقاليد الدينية:
- التقاليد اليهودية تعتمد على النقل الشفوي والمكتوب لتحديد النسب الكهنوتي. التنوع الجيني يثير تساؤلات حول دقة هذه التقاليد، خاصة إذا كانت التحورات تشير إلى أصول غير متوقعة جغرافيًا أو تاريخيًا.
5- الجدل حول علامة الكوهين المشتركة (CMH):
- على الرغم من أن CMH كانت دليلاً قويًا على أصل مشترك، إلا أن اكتشاف وجودها بين غير الكوهينيم (مثل العرب وبعض الشعوب السامية) يقلل من خصوصيتها. هذا يعني أن الاعتماد فقط على CMH لتحديد النسب الكهنوتي قد يكون مضللاً، مما يعقد تفسير مشجرات الأنساب.
كيفية التعامل مع هذه الإشكالية؟
لمعالجة هذه الإشكالية وتفسير مشجرات الأنساب بشكل أدق، يمكن اتباع الخطوات التالية:
اختبارات جينية أعمق: استخدام تقنيات مثل اختبار Big Y (Y700) لتحديد التحورات الفرعية بدقة أكبر، مما يساعد في تتبع الفروع الدقيقة داخل J1 وJ2.
ربط الجينات بالتاريخ: دراسة التوزيع الجغرافي والتاريخي للتحورات (مثل J1-P58 في الشرق الأوسط) مع الأحداث التاريخية مثل الشتات اليهودي والهجرات.
دمج السجلات التاريخية: استخدام الوثائق الدينية والتاريخية جنبًا إلى جنب مع البيانات الجينية لفهم كيفية انتقال الهوية الكهنوتية.
دراسات مقارنة: مقارنة تحورات الكوهينيم مع تحورات مجموعات أخرى في الشرق الأوسط (مثل العرب والساميين الآخرين) لفهم السياق الجيني الإقليمي.
الخلاصة:
إشكالية الخريطة الجينية للكوهينيم تنبع من وجودهم على تحورات متعددة (J1، J2، وغيرها)، مما يتحدى فكرة الأصل المشترك الوحيد ويعقد بناء مشجرات الأنساب. التحور J1-P58 هو الأكثر ارتباطًا بعلامة الكوهينيم المشتركة، لكنه ليس حصريًا، بينما تحورات مثل J2 وR1b تشير إلى تنوع جيني قد يكون نتيجة اختلاط أو تحوّلات دينية. هذا التنوع يتطلب دراسات أعمق لربط البيانات الجينية بالتقاليد الدينية والتاريخية، مع الأخذ في الاعتبار التفاعلات التاريخية المعقدة للشعب اليهودي.
القول الفصل
أقوام العرب
تقسيم ابن خلدون لأنساب العرب(وهو الأقرب للصواب والله أعلم)؛ فيذكر انا العرب جذمين :
العرب العاربه :
هم الاقوام التي كانت تسكن الجزيره العربيه التي بادت مثل طسم وجديس والعمالق وعاد وثمود وجرهم، وغيرهم ويرى ان من تبقى منهم دخل في شعب عدنان وقحطان .
العرب المستعربة :
هم أبناء عدنان وقحطان الذين اخذوا العربية من العرب العاربة الذين بادوا.
ثم أضاف لهم :
العرب المتعربة : هم كل من تعرب لسانه ودان لحكم الفاتحين ويقصد الشعوب التي دخلت الإسلام وتعربت كما المولدين في الاندلس.
قال رحمه الله تعالى: أما العرب العاربة ـ وهي شعب قحطان ـ فمَهْدُها بلاد اليمن، وقد تشعبت قبائلها وبطونها من ولد سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان . فاشتهرت منها قبيلتان : حِمْيَر بن سبأ، وكَهْلان بن سبأ، وأما بقية بنى سبأ ـ وهم أحد عشر أو أربعة عشر بطنًا ـ فيقال لهم : السبئيون، وليست لهم قبائل دون سبأ .
أ ـ فأما حمير فأشهر بطونها :
1 ـ قُضَاعة : ومنها بَهْراء وَبِلىٌّ والقَيْن وكَلْب وعُذْرَة ووَبَرَة .
2 ـ السَّكاسِك : وهم بنو زيد بن وائلة بن حمير، ولقب زيد : السكاسك، وهي غير سكاسك كِنْدة الآتية في بنى كَهْلان .
3 ـ زيد الجمهور : ومنها حمير الأصغر، وسبأ الأصغر، وحضور، وذو أصبح .
ب ـ وأما كَهْلان فأشهر بطونها :
هَمْدان، وألْهَان، والأشْعَر، وطيئ، ومَذْحِج [ ومن مذحج : عَنْس والنَّخْع ] ، ولَخْم [ ومن لخم : كندة، ومن كندة : بنو معاوية والسَّكُون والسكاسك ] ، وجُذَام، وعاملة، وخَوْلان، ومَعَافِر، وأنمار [ ومن أنمار : خَثْعَم وبَجِيلَةَ، ومن بجيلة : أحْمَس ] والأزْد، [ ومن الأزد : الأوس، والخزرج، وخُزَاعة، وأولاد جَفْنَة ملوك الشام المعروفون بآل غسان ] .
وهاجرت بنو كهلان عن اليمن، وانتشرت في أنحاء الجزيرة، يقال : كانت هجرة معظمهم قبيل سَيْل العَرِم حين فشلت تجارتهم لضغط الرومان وسيطرتهم على طريق التجارة البحرية، وإفسادهم طريق البر بعد احتلالهم بلاد مصر والشام .
ويقال : بل إنهم هاجروا بعد السيل حين هلك الحرث والنسل بعد أن كانت التجارة قد فشلت، وكانوا قد فقدوا كل وسائل العيش، ويؤيده سياق القرآن { لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } [ سورة سبأ : 15 : 19 ]
ولا غرو إن كانت هناك ـ عدا ما تقدم ـ منافسة بين بطون كهلان وبطون حمير أدت إلى جلاء كهلان، فقد يشير إلى هذا بقاء حمير مع جلاء كهلان .
ويمكن تقسيم المهاجرين من بطون كهلان إلى أربعة أقسام :
1 ـ الأزْد :
وكانت هجرتهم على رأى سيدهم وكبيرهم عمران بن عمرو مُزَيْقِياء، فساروا يتنقلون في بلاد اليمن ويرسلون الرواد، ثم ساروا بعد ذلك إلى الشمال والشرق . وهاك تفصيل الأماكن التي سكنوا فيها بعد الرحلة نهائيًا :
نزل عمران بن عمرو في عُمَان، واستوطنها هو وبنوه، وهم أزْد عُمَان .
واستوطنت بنو نصر بن الأزد تُهامة، وهم أزد شَنُوءة .
وعَطَف ثَعْلَبة بن عمرو مزيقياء نحو الحجاز، فأقام بين الثعلبية وذى قار، ولما كبر ولده وقوى ركنه سار نحو المدينة، فأقام بها واستوطنها، ومن أبناء ثعلبة هذا : الأوس والخزرج، ابنا حارثة بن ثعلبة .
وتنقل منهم حارثة بن عمرو ـ وهو خزاعة ـ وبنوه في ربوع الحجاز، حتى نزلوا بمر الظهران، ثم افتتحوا الحرم فقطنوا مكة وأجلوا سكانها الجراهمة.
وسار جَفْنَة بن عمرو إلى الشام فأقام بها هو وبنوه، وهو أبو الملوك الغساسنة؛ نسبة إلى ماء في الحجاز يعرف بغسان، كانوا قد نزلوا بها أولًا قبل انتقالهم إلى الشام .
وانضمت البطون الصغيرة إلى هذه القبائل في الهجرة إلى الحجاز والشام، مثل كعب بن عمرو، والحارث بن عمرو، وعوف بن عمرو .
2 ـ لَخْم وجُذَام :
انتقلوا إلى الشرق والشمال، وكان في اللخميين نصر بن ربيعة أبو الملوك المناذرة بالحيرة .
3 ـ بنو طَيِّئ :
ساروا بعد مسير الأزد نحو الشمال حتى نزلوا بالجبلين أجأ وسلمى، وأقاموا هناك، حتى عرف الجبلان بجبلى طيئ .
4 ـ كِنْدة :نزلوا بالبحرين، ثم اضطروا إلى مغادرتها فنزلوا بـ [ حضرموت ] ، ولاقوا هناك ما لاقوا بالبحرين، ثم نزلوا نجدًا، وكونوا هناك دولة كبيرة الشأن، ولكنها سرعان ما فنيت وذهبت آثارها .
وهناك قبيلة من حمير مع اختلاف في نسبتها إليه ـ وهي قضاعة ـ هجرت اليمن واستوطنت بادية السماوة من مشارف العراق، واستوطن بعض بطونها مشارف الشام وشمالي الحجاز .
وأما العرب المستعربة، فأصل جدهم الأعلى ـ وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام ـ من بلاد العراق، من مدينة يقال لها : [ أر] على الشاطئ الغربي من نهر الفرات، بالقرب من الكوفة، وقد جاءت الحفريات والتنقيبات بتفاصيل واسعة عن هذه المدينة، وعن أسرة إبراهيم عليه السلام، وعن الأحوال الدينية والاجتماعية في تلك البلاد .
ومعلوم أن إبراهيم عليه السلام هاجر منها إلى حاران أو حَرَّان، ومنها إلى فلسطين، فاتخذها قاعدة لدعوته، وكانت له جولات في أرجائها وأرجاء غيرها من البلاد، وفي إحدى هذه الجولات أتى إبراهيم عليه السلام على جبار من الجبابرة، ومعه زوجته سارة، وكانت من أحسن النساء، فأراد ذلك الجبار أن يكيد بها، ولكن سارة دعت اللّه تعالى عليه فرد اللّه كيده في نحره، وعرف الظالم أن سارة امرأة صالحة ذات مرتبة عالية عند اللّه، فأخدمها هاجر اعترافًا بفضلها، أو خوفًا من عذاب اللّه، ووهبتها سارة لإبراهيم عليه السلام .
ورجع إبراهيم عليه السلام إلى قاعدته في فلسطين، ثم رزقه اللّه تعالى من هاجر ابنه إسماعيل، وصار سببًا لغيرة سارة حتى ألجأت إبراهيم إلى نفي هاجر مع ولدها الرضيع ـ إسماعيل ـ فقدم بهما إبراهيم عليه السلام إلى الحجاز، وأسكنهما بواد غير ذي زرع عند بيت الله المحرم الذي لم يكن إذ ذاك إلا مرتفعًا من الأرض كالرابية، تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وشماله، فوضعهما عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضع عندهما جرابا فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ورجع إلى فلسطين، ولم تمض أيام حتى نفد الزاد والماء، وهناك تفجرت بئر زمزم بفضل اللّه، فصارت لهما قوتا وبلاغًا إلى حين . والقصة معروفة بطولها .
وجاءت قبيلة يمانية ـ وهي جُرْهُم الثانية ـ فقطنت مكة بإذن من أم إسماعيل . يقال : إنهم كانوا قبل ذلك في الأودية التي بأطراف مكة، وقد صرحت رواية البخاري أنهم نزلوا مكة بعد إسماعيل، وقبل أن يشب، وأنهم كانوا يمرون بهذا الوادى قبل ذلك .
وكان إبراهيم عليه السلام يرتحل إلى مكة ليطالع تركته بها، ولا يعلم بالضبط عدد هذه الرحلات، إلا أن المصادر المعتمدة حفظت لنا أربعة منها :
1 ـ فقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أنه أرى إبراهيم في المنام أنه يذبح إسماعيل، فقام بامتثال هذا الأمر : { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } [ الصافات : 103 : 107 ]
وقد ذكر في سِفْر التكوين أن إسماعيل كان أكبر من إسحاق بثلاث عشرة سنة، وسياق القصة يدل على أنها وقعت قبل ميلاد إسحاق؛ لأن البشارة بإسحاق ذكرت بعد سرد القصة بتمامها .
وهذه القصة تتضمن رحلة واحدة ـ على الأقل ـ قبل أن يشب إسماعيل، أما الرحلات الثلاث الأخر فقد رواها البخاري بطولها عن ابن عباس مرفوعًا، وملخصها :
2ـ أن إسماعيل عليه السلام لما شب وتعلم العربية من جُرْهُم، وأنفسهم وأعجبهم زوجوه امرأة منهم، وماتت أمه، وبدا لإبراهيم أن يطالع تركته، فجاء بعد هذا الزواج، فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأته عنه وعن أحوالهما، فشكت إليه ضيق العيش فأوصاها أن تقول لإسماعيل أن يغير عتبة بابه، وفهم إسماعيل ما أراد أبوه، فطلق امرأته تلك وتزوج امرأة أخرى [ وهي ابنة مُضَاض بن عمرو، كبير جرهم وسيدهم على قول الأكثر ] .
3 ـ وجاء إبراهيم عليه السلام مرة أخرى بعد أن تزوج إسماعيل هذه الزوجة الثانية، فلم يجده فرجع إلى فلسطين بعد أن سأل زوجته عنه وعن أحوالهما، فأثنت على اللّه بخير، فأوصى إلى إسماعيل أن يُثَبِّتَ عَتَبَة بابه .
4 ـ ثم جاء إبراهيم عليه السلام بعد ذلك فلقى إسماعيل، وهو يَبْرِى نَبْلا له تحت دوحة قريبًا من زمزم، فلما رآه قام إليه فصنع كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد، وكان لقاؤهما بعد فترة طويلة من الزمن، قلما يصبر فيها الأب الكبير الأواه العطوف عن ولده، والوالد البار الصالح الرشيد عن أبيه، وفي هذه المرة بنيا الكعبة، ورفعا قواعدها، وأذَّن إبراهيم في الناس بالحج كما أمره الله .
وقد رزق الله إسماعيل من ابنة مُضَاض اثنى عشر ولدًا ذكرًا،وهم : نابت أو نبايوط،وقَيْدار، وأدبائيل، ومِِبْشام، ومِشْماع، ودوما، ومِيشا، وحدد، وتيما، ويَطُور، ونَفيس، وقَيْدُمان .
أولاد نابت وقيدار .
وقد ازدهرت حضارة الأنباط ـ أبْناء نابت ـ في شمال الحجاز، وكونوا دولة قوية عاصمتها البتراء ـ المدينة الأثرية القديمة المعروفة في جنوب الأردن، وقد دان لهذه الدولة النبطية من بأطرافها، ولم يستطع أحد أن يناوئها حتى جاء الرومان وقضوا عليها .
وقد جنحت طائفة من المحققين من أهل العلم بالأنساب إلى أن ملوك آل غسان وكذا الأنصار من الأوس والخزرج (كما في الحديث الصحيح) إنما كانوا من آل نابت بن إسماعيل، وبقاياهم في تلك الديار .
وإليه مال الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ في صحيحه، فقد عقد بابًا عنوانه : [ نسبة اليمن إلى إسماعيل عليه السلام ] ، واستدل عليه ببعض الأحاديث، ورجح الحافظ ابن حجر في شرحه أن قحطان من آل نابت بن إسماعيل عليه السلام .
وأما قيدار بن إسماعيل فلم يزل أبناؤه بمكة، يتناسلون هناك حتى كان منه عدنان وولده مَعَدّ، ومنه حفظت العرب العدنانية أنسابها . وعدنان هو الجد الحادى والعشرون في سلسة النسب النبوى، وقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا انتسب فبلغ عدنان يمسك ويقول : ( كذب النسابون ) ، فلا يتجاوزه، وذهب جمع من العلماء إلى جواز رفع النسب فوق عدنان؛ مضعفين للحديث المشار إليه، ولكنهم اختلفوا في هذا الجزء من النسب اختلافا لا يمكن الجمع بين أقوالهم، وقد مال المحقق الكبير العلامة القاضى محمد سليمان المنصورفورى ـ رحمه الله ـ إلى ترجيح ما ذكره ابن سعد ـ والذي ذكره الطبرى والمسعودى وغيرهما في جملة الأقوال ـ وهو أن بين عدنان وبين إبراهيم عليه السلام أربعين أبا بالتحقيق الدقيق . وسيأتى .
وقد تفرقت بطون مَعَدّ من ولده نَزَار ـ قيل : لم يكن لمعد ولد غيره ـ فكان لنزار أربعة أولاد، تشعبت منهم أربعة قبائل عظيمة : إياد وأنمار وربيعة ومُضَر، وهذان الأخيران هما اللذان كثرت بطونهما واتسعت أفخاذهما، فكان من ربيعة : ضُبَيْعَة وأسد، ومن أسد : عَنْزَة وجَدِيلة، ومن جديلة : القبائل الكثيرة المشهورة مثل : عبد القيس، والنَّمِر، وبنو وائل الذين منهم بكر وتَغْلِب، ومن بنى بكر : بنو قيس وبنو شيبان وبنو حنيفة وغيرها . أما عنزة فمنها آل سعود ملوك المملكة العربية السعودية في هذا الزمان .
وتشعبت قبائل مضر إلى شعبتين عظيمتين : قَيْس عَيْلان بن مضر، وبطون إلياس ابن مضر، فمن قيس عيلان : بنو سليم، وبنو هوازن، وبنو ثقيف، وبنو صَعْصَعَة، وبنو غَطَفان . ومن غطفان : عَبْس، وذُبْيان، وأشْجَع،وأعْصُر .
ومن إلياس بن مُضَر : تميم بن مرة، وهُذَيْل بن مُدرِكة، وبنو أسد بن خزيمة، وبطون كنانة بن خزيمة، ومن كنانة قريش، وهم أولاد فهر بن مالك بن النضر بن كنانة .
وانقسمت قريش إلى قبائل شتى، من أشهرها : جُمَح وسَهْم وعَدِىّ ومخزوم وتَيْم وزُهْرَة، وبطون قُصَىّ بن كلاب، وهي : عبد الدار بن قصى،وأسد بن عبد العزى بن قصى، وعبد مناف بن قصى .
وكان من عبد مناف أربع فصائل : عبد شمس، ونَوْفَل، والمطلب، وهاشم، وبيت هاشم هو الذي اصطفي الله منه سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم صلى الله عليه وسلم .
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله اصطفي من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفي من ولد إسماعيل بنى كنانة، واصطفي من بنى كنانة قريشًا، واصطفي من قريش بنى هاشم، واصطفانى من بنى هاشم ) .
وعن العباس بن عبد المطلب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله خلق الخلق فجعلني من خير فرقهم وخير الفريقين، ثم تخير القبائل، فجعلني من خير القبيلة، ثم تخير البيوت، فجعلني من خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفسًا وخيرهم بيتًا ) . وفي لفظ عنه : ( إن الله خلق الخلق فجعلني في خيرهم فرقة، ثم جعلهم فرقتين فجعلني في خيرهم فرقة، ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة، ثم جعلهم بيوتًا فجعلني في خيرهم بيتًا وخيرهم نفسًا ) .
ولما تكاثر أولاد عدنان تفرقوا في أنحاء شتى من بلاد العرب متتبعين مواقع القطر ومنابت العشب .
فهاجرت عبد القيس، وبطون من بكر بن وائل، وبطون من تميم إلى البحرين فأقاموا بها .
وخرجت بنو حنيفة بن على بن بكر إلى اليمامة فنزلوا بحُجْر، قَصَبة اليمامة، وأقامت سائر بكر بن وائل في طول الأرض من اليمامة إلى البحرين إلى سيف كاظمة إلى البحر، فأطراف سواد العراق فالأُبُلّةُ فَهِيت .
وأقامت تغلب بالجزيرة الفراتية، ومنها بطون كانت تساكن بَكْرًا . وسكنت بنو تميم ببادية البصرة .
وأقامت بنو سليم بالقرب من المدينة، من وادي القرى إلى خيبر إلى شرقي المدينة إلى حد الجبلين، إلى ما ينتهي إلى الحرة .
وسكنت بنو أسد شرقي تيماء وغربي الكوفة، بينهم وبين تيماء ديار بُحْتُرٍ من طيئ، وبينهم وبين الكوفة خمس ليال .
وسكنت ذبيان بالقرب من تيماء إلى حوران، وبقى بتهامة بطون كنانة، وأقام بمكة وضواحيها بطون قريش، وكانوا متفرقين لا تجمعهم جامعة حتى نبغ فيهم قصيِّ ابن كلاب، فجمعهم، وكون لهم وحدة شرفتهم ورفعت من أقدارهم .
قلت : حديث [ كان إذا انتسب لم يجاوز في نسبته معد بن عدنان بن أد ثم يمسك و يقول : كذب النسابون، قال الله تعالى : و قرونا بين ذلك كثيرا ] حديث موضوع ، انظروا السلسلة الضعيفة والموضوعة للألباني.